قصة النملتان الكسولتان
يحكى أن نملة صغيرة كانت تعيش مع نملة كبيرة، في قرية واحدة… كانت النملتان ذكيتان، جميلتان، تلعبان معا، وتجمعان طعامهما وتنامان معا، وذات يوم، سمعتا من النمل المجاور، عن كومة قمح، سقطت من يد فتاة صغيرة، أثناء جمعها محصول السنابل مع عائلتها، قريبة من قريتيهما، فقررتا أن تذهبا معا في اليوم التالي لإحضار بعض الحبات.. ذكرت إحداهما الأخرى، بالذهاب وجمع القمح، لأن النمل النشيط يجمع حبات القمح، بجهد وجد، دون توقف .
كانت النملتان تسترخيان أمام الجحر، كل صباح، بعد أن تستيقظا من نومهما، وتتناولا فطورهما، فتنظران تارة، إلى جيش النمل النشيط، وهو يحمل حبات القمح، بخط مستقيم، وتارة أخرى، إلى كومة القمح التي تكاد تفرغ … ومضت الأيام، ولم تفكر إحداهما بالذهاب، معتمدة كل منهما على الأخرى، حتى فرغت الكومة، إلا من حبات معدودة من القمح .
فقالت النملة الصغيرة في نفسها : لا بد أن تقوم صديقتي النملة الكبيرة، بجمع الحبات المتبقية، مخزونا لفصل الشتاء، فكيف يمكن أن تعيش دون طعام ؟ تنحت النملة الكبيرة عن مقعدها، وهي تقول بصوتها الهامس (باطمئنان) : لا بد، وأن النملة الصغيرة، قد أعدت لي مفاجأة، بجمعها حبات القمح المتبقية، حبا بي، واحتراما، لعيشها بصحبتي وكانت النتيجة، أن كلا منهما، لم تجمع حبات القمح، من الكومة التي لم يتبق منها شيء .
وهطلت الأمطار بغزارة، واختبأ جيش النمل، كل في مسكنه، مغلقا بابه لفترة طويلة، فوجدت النملتان الكسولتان نفسيهما، في المسكن المظلم، البارد دون طعام.
Comments
Post a Comment