قصة ذو القرنين والخضر
هو احد الملوك الصالحين في الأرض وقليلون جدا ، ولد ذو القرنين في الزمان القديم ، وكان من اولاد سام ابن نوح عليه السلام ، في بدايه حياته كان رجلا عاديه من ابناء الملوك ، وكان يعيش في قصر ابيه ، حتى حمله الإيمان بالله على ان يبحث عن الحقيقه ، فصار ملكا على البلاد بعد وفاه ابيه ، ولم يكن من العرب بل كان روماني وكان اسمه “هيرمس “.
خرج فيه جيش يبحث عن حقيقه الإيمان ، حتى وصل الى نبي الله ابراهيم عليه السلام ، اسلم على يديه و امن بالله تعالى ، و طاف حول الكعبه مع سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل عليه السلام ، ثم عاد الى بلاده مره اخرى ، وجزاه الله على ايمانه ، جعل الله حوله رجل خير من وزرائه ، وهو سيدنا الخضر ، فكان الخضر عليه السلام هو وزير و صاحب الرأي والمشورة عند ذو القرنين ، أراد ذو القرنين الذهاب الى مكه للحج الى بيت الله ماشيه من بلاده ، حتى الكعبه طمعا في مغفره الله تعالى ، حين سمع سيدنا ابراهيم ذلك دعا له وخرج يستقبله ودعى الله ان يوفقه واستجاب الله تعالى دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام .
فسخر الله تعالى السحاب لذي القرنين تحمله حيث شاء ، واين ما اراد جزاء له على ايمان ومكافاه على اخلاص لله ، ولقد اطلق عليه اسم ذو القرنين ، لانه بلاغ قرني الشمس شرق وغرب ، لو انك نظرت الى الشمس لوجدت لها قرن حين تشرق اشعتها ، ما يشبه قرني الثور ، وقرن في الشرق ، وكان ذو القرنين قد وصل الى شرق الارض الى غربها ، ربما لذلك سمي بذو القرنين .
وبعض الناس قالوا انه كان يلبس خوذه فيها قرنين ، لذلك لقب ذي القرنين رحمه الله ، وكان ذو القرنين يعمل على طاعه الله تعالى حتى جعله الله من عباده الصالحين ، فكان له صاحب من الملائكه اسمه “زنافيل ” فقال له ذو القرنين هل تعلم في الارض عين يقال لها عين الحياه ، فقال نعم اعلم طفلي واوصلني اليها .
تجهز ذو القرنين وجهز الجيش و خرج على راسي وجعل الخضر في مقدمه هذا الجيش ، توصل الجيش الى المكان الذي وصفه الملك لذو القرنين ، فلما وصلوا قام الخضر يبحث عن عين الحياه ، وهي عين من شرب منها لا يموت ، لا مع قيام الساعه او انه يعيش عمرا طويلا ، وصلوا الى مكان عين الحياه فشرب منها الخضر ، فعاش فتره طويله جدا حتى ادرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اما ذو القرنين فلم يصل الى هذه العين لكنه قابل ببعض الملائكه هناك فاعطاه حجرا ، فعاد ذو القرنين الى العلماء في الجيش يسألهم عن هذا الحجر .
فوضعوا الحجر في كفه ميزان ووضعوا الف حجرا في الكفة الأخرى ، فكان وزن الحجر وحده مثلا ألف حجر ولم يعرف العلماء قيمه هذا الحجر ، وهنا خرج الخضر من الجيش فجاه بالحجر يضعها في كفه ميزان ، ووضع حفنه من التراب في الكفة الاخرى ، فرجحت كفة التراب ، فقال الخضر :
هذا مثل ابن ادم لا يشبع حتى يدفن في التراب ، لقد علم وعرف الخضر عليه السلام ان الملائكه ، ارادت تعليم جيش ذو القرنين درس وهو ان الحياه قصيره و ان ابن ادم مهما اغناه الله واعطاه يظل يريد المال والغنى والاموال والجاه والعز ، حتى يملا جوفه التراب فلا يشبع ، وهنا ينتهي جوعه ، فلما سمع العلماء هذا ، نظروا اليه نظره اعجاب وتقدير كبيرة .
Comments
Post a Comment