قصة ساقي الطيور

فطلب كريم من والدته أن تترك له هذه المهمة، فهو يريد أن يضع الماء يومياً للطيور ويطعمها ايضاً بدلاً عن والدته، تعجبت الام كثيراً من طلب ابنها خاصة أن ابنتها الصغيرة سلوي ترفض تماماً الصعود الي السطح ومساعدتها في وضع الماء والطعام للطيور، وعلي الرغم من غرابة هذا الطلب بالنسبة للأم إلا انها سعدت كثيراً بتفكير ابنها ووافقت علي الفور لعلها ترتاح قليلاً من الصعود يومياً الي سطح المنزل .
عندما علمت سلوي بالامر اخذت تسخر من اخيها وتضحك عليه وكانت تضايقه كلما رأته يملأ اناء الماء الكبير ويصعد به الي السطح حتي يضع الماء في الاواني الصغيرة الموجودة في عشش الطيور والدجاجات حتي يشربوا منها، دوماً تسخر وتطلق الكلمات والتعليقات التي يحزن كريم لسماعها، ولكنها يحاول تجاهلها علي اي حال ويستمر في عمله .
وذات مرة بينما كان كريم صاعداً الي السطح اخذت اخته تضحك عليه وتسخر منه كثيراً فما كان منه هذه المرة إلا ان واجهها بابتسامة كبيرة وقال لها في هدوء : هناك كنزٌ كبيرٌ لا يحصل عليه أحدٌ إلا ساقي الطيور .. تعجبت اخته كثيراً من كلماته وسألته عن قصده، فقد اعتقدت أنه يأخذ بيض الطيور لنفسه عندما يصعد السطح ليطعمها ويسقيها .
اتسعت ابتسامة كريم عندما علم بتفكير اخته وقال لها : لا أتحدَّث عن البيض.. بل عن كنزٍ كبيرٍ، كنز اهم وارقي بكثير من بيض الطيور إزداد تعجب اخته واصرت علي معرفة هذا الكنز الغريب الذي يتحدث عنه اخوها، فقرر كريم أن يخبرها بالامر ولكن بشرط واحد، ان تصعد معه الي السطح وتري بنفسها فرحة الطيور وهي تستقبله وهو يحمل لها الطعام والماء، وبالفعل وافقت سلمي علي هذا الشرط وصعدت مع كريم السطح ورأت فرحة الدجاج والحمام والإوز عند صعود اخوها وهو يضع لها الطعام والماء، فازدادت لهفتها واخذت تسأله في اسرار عن سر هذا الكنز الذي يتحدث عنه، اشار كريم الي الطيور المجتمعة حول اواني الماء قائلاً : ألا تعرفين حديثَ رسولِ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم ( فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ) فكُلَّما سَقَيْتُ كائنًا حيًّا أو أطعَمْتُه فلِي أجرٌ.. وهذا أجملُ الكنوزِ .
Comments
Post a Comment