قصص الانبياء صاحب الجنتين من قصص القرآن الكريم


يحكي لنا القرآن الكريم قصة صاحب الجنتين فقد كان هناك رجلين في إحدى القرى، وكان أحد هذين الرجلين فقير والآخر غني جدا، وكان الرجل الفقير مؤمن بالله تعالى راضي بقسمته ونصيبه من خير الدنيا يتقي الله في كل ما يفعله أو يقوله.
أما الرجل الثاني الرجل الغني فقد أمتلك المال الوفير والبنون الكثر، وحديقتين كبيرتين في الحجم يمتلئان بكل أنواع المزروعات والنباتات من نخيل وخضروات طازجة وفواكه لذيذة وأعناب ناضجة.



وكان بالجنتين أنهار عذبة تجري باستمرار، قال تعالى (جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَحَفَفناهُما بِنَخلٍ وَجَعَلنا بَينَهُما زَرعًا ،كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا وَفَجَّرنا خِلالَهُما نَهَرً).
وكان ذلك الرجل الغني ناكر جدا لفضل الله عليه، وأغتر صاحب الجنتين بما لديه من نعم لا تعد ولا تحصى والخير الذي أغرقه ونسي فضل الله عليه، ويوما ما زار الرجل الفقير الرجل الغني في جنيتيه وبينما الحديث دائرا بين الرجلين الغني والفقير، قال الرجل الغني للرجل الفقير لما أخذه معه لكي يريه جنيته قال متباهيا متفاخرا مغرورا بما لديه من خير ونسي في حديثه أن يذكر أن الله انعم عليه بكل هذا الخير الوفير.
فقد قال بكل غرور وعنجهيه: (أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا، وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَن تَبيدَ هـذِهِ أَبَدً ، وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُدِدتُ إِلى رَبّي لَأَجِدَنَّ خَيرًا مِنها مُنقَلَبًا).
هنا نصحه الرجل الفقير عدة مرات بأن يتذكر عندما يتكلم عن ما لديه من خير أن الله تعالى هو من رزقه بكل هذا، ونصحه بأن يشكر الله تعالى بكرة وأصيلا ولا ينسى فضل الله الواسع عليه.
لكن الرجل الغني أصر على عناده وتكبره وغروره ولم يقتنع بما قاله له الرجل الفقير، فقال الرجل الفقير للرجل الغني وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا.
وفي المساء أتت صاعقة حولت الحديقتين لخراب وحولت الأنهار لماء غورا، ولما أتى صاحب الحديقتين لكي يرى حديقتيه صعق من هول ما رأى، فقد أصبحت جنتيه كومه من رماد محترق، وقال يا لَيتَني لَم أُشرِك بِرَبّي أَحَدًا.
وهنا أدرك الرجل الغني أنه كان عليه أن يرضى بما قسم الله له من خير وبركة ، وأن النعمة الحقيقية التي ينعم بها علي الإنسان هي إيمانه القوي بالله وحده، وأن يتذكر أن خير الدنيا زائل وخير الآخرة باقي، وأن نكرانه لفضل الله ظلم بين، ولا نفع من مال أو ولد فكل هذا ليس بعون للإنسان فعون الإنسان هي عبادته لربه وطاعته له.

Comments

Popular Posts