قصة *سلطان الأباريق*



***************
يحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الإشراف على الأباريق في مرحاض عمومي -أعزكم الله، بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الإبريق إلى صاحبنا الذي يقوم بإعادة ملئه للشخص التالي وهكذا..



في إحدى المرات جاء شخص  وكان مستعجلا، فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه، فعاد الرجل متعجبا، فأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد كي يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق:
لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر؟ مع أنه لا فرق بين الأباريق!
فأجاب مسؤول الأباريق:
إذن ما هو عملي هنا؟ هل تريد أن تعلمني كيف أعمل؟ أم أنك تريد أن تتدخل في صميم عملي؟
********

إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وينهى، مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح *سلطان الأباريق*!

إن ثقافة سلطان الأباريق تنسحب على كثير من المديرين والمسؤولين في بلادنا مهما صغر شأنهم، فتجدهم يلجؤون إلى التجهم والشدة وتعقيد الأمور وعرقلتها أحياناً، فقط كي يوهموك بأنهم أشخاص مهمون!

ألم يحدث معك، وأنت تقوم بإنجاز معاملة تخصّك في مؤسسة حكومية أن تتعطل معاملتك؟ لا لسبب إلا لأنك واجهت أحد سلاطين الأباريق الذي يقول لك:
اترك معاملتك عندي وعدّ بعد ساعتين.. أو يومين.. أو شهرين..
ثم يضعها على الرفّ وأنت تنتظر، مع أنها لا تحتاج إلا إلى مراجعةٍ بسيطةٍ منه!
ولكن سلطان الأباريق هذا لا يشعر بأهميته إلا إذا شاهد المعاملات مكدسة عنده والمراجعين مجتمعين حوله ينتظرون!

وأختم مقالي بدعاءٍ ورد عن النبي "صلى الله عليه وسلم" في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد:

" *اللهم من رفق بأمّتي فارفق به ومن شقّ على أمتي فشقّ عليه* "

*منقول..صفحة أ.أحمد عبد الرحمن.

Comments

Popular Posts